المقالات العلمية

مقالات الشبكة العربية لمطوري الألعاب

مؤتمر أدابت - محاضرة جيلي فيش

تغطـيــــة الشبكة العربية لمطوري الألعاب

مؤتمر تقنيات إنتاج الرسم الرقمي المتقدمة - أدابت 2008

Advanced Digital Art Production Techniques - ADAPT 2008


عنوان المؤتمر، كما يظهر في موقع الإنترنت الخاص به


إعداد :
همام البهنسي (hbahnassi@inframez.com)
وسام البهنسي (wbahnassi@inframez.com)


الموقع :     Pepsi Forum - Montreal – Canada


ساحة العرض في المؤتمر 

 

مقدمة تمهيدية

كما يظهر من الاسم، مؤتمر التقنيات المتقدمة لإنتاج الفن الرقمي هو مؤتمر مختص بالرسوميات الحاسوبية، وهو يشمل جميع أساليب الرسم ثنائية البعد وثلاثية البعد على حد سواء. المؤتمر يمتد لخمسة أيام، وله ثلاثة محاور رئيسية تتم فيها المحاضرات على التوازي. هذه المحاور هي:

  • محور المحترفين: يستضيف شخصاً مميزاً في صناعة الرسوميات، ويقوم هذا "المحترف" بإظهار براعته عن طريق إنجاز مشروع صغير أمام أعين الحاضرين خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعتين.
  • محور الـ 2D والـ 3D: محاضرات تعليمية عن كيفية إنجاز مشاريع معينة.
  • محور الاستكشاف: محاضرات مختلفة تتقاطع مع مجالات أخرى (كصناعة الألعاب). إضافة إلى معرض الأعمال. سنشاهد سوية تفاصيل أهم المحاضرات في هذا المؤتمر...

    فيل دوبري – شركة جيلي فيش (قنديل البحر)


    شعار شركة قنديل البحر... ماذا كنت تتوقع غير هذه الصورة؟

    بدأ فيل (الاسم بالإنجليزية Phil وليس ترجمة لـ elephant كما قد يظن البعض) بالتعريف عن نفسه وعن شركته والتي تدعى جيلي فيش (Jelly Fish)، أو "قنديل البحر" إن اعتمدنا ترجمة أنيس عبيد في هذه التغطية.


    افتتحت الشركة أولى فروعها في لندن عام 2001 بطاقم من 14 شخصاً، والاستديو مختص بتنفيذ المؤثرات ثلاثي الأبعاد بالدرجة الأولى.


    مضيف المحاضرة - السيد فيل دوبري، يتأكد من أن كل شيء على ما يرام

    ما سنتحدث عنه في هذه المحاضرة هو بعض اللمحات من مشروعي Carbon Footprint و Fight for Life. فلنبدأ بالأول إذن...


    مشروع Carbon Footprint هو مشروع إعلان توجيهي لقناة Discovery Channel، بمدة مبدئية تبلغ 30 ثانية، إلا أنه سرعان ما امتد إلى دقيقتين بعد الانطلاق في التنفيذ.

    المشروع تم تنفيذه من قبل شخصين رئيسين: مات شاندلر كرسام ثلاثي الأبعاد، وشخص آخر (نسيت اسمه) في مجال المونتاج والـ compositing.

    قبل البدء بالحديث، ندعوكم لرؤية الإعلان كي تعلمون ما نتحدث عنه في الصفحات التالية...


    لقطات من الإعلان التثقيفي عن خطر رمي القمامة خارج صناديق القمامة...

    بدأ العمل بالتقاط مجموعة من صور الـ HDR من على سطح كرة عاكسة، وذلك كي يتم استخدام هذه الصور في الإضاءة والانعكاسات.

     

    الكرة العاكسة تستخدم لالتقاط صور تستخدم في إضاءة المشاهد بشكل مطابق لجو الصورة الأصلية

    تلى ذلك عدد هائل من الإكساءات للعلبة خلال مراحل التآكل المختلفة، مع صور انعكاس ونتوء (bump and reflection). لقد واجه الفريق ضمن هذا الضغط لحظات يفقدون فيها الدافع للعمل، إلا أن الأمور مرت على خير في النهاية والحمد لله.


    تم بناء المشروع في ثري دي ستوديو ماكس، وتم التخريج (rendering) باستخدام برازيل (Brazil). استفاد المشروع من تقنيات مماثلة الملابس (cloth simulation) والأجسام الصلبة (rigid bodies). وكان هناك بالطبع نصيب لرسم الجزيئات (particles)، وقد تم تطبيقها لرسم العشب (بدلاً من استخدام الشعر)، وذلك من خلال استخدام إكساء خاص للتحكم بالشفافية والكثافة عند المناطق المختلفة.


    بعض اللقطات المرحلية من عملية تنفيذ الإعلان في ثري دي ستوديو ماكس

     

    تم تخريج المشروع على شكل طبقات، على أن يتم تطبيقها مع بعضها البعض في مرحلة المونتاج والـ compositing، والتي اعتمدت برنامج فيوجن (Fusion). والذي استخدم لتنفيذ مجموعة من المؤثرات، والتي من ضمنها تأثير الإزاحة على المجسمات (displacement) مما وفر الكثير من وقت التخريج. من الجدير بالذكر أيضاً أن تأثير المطر هو تأثير ثنائي البعد بشكل كامل!


    من شاشة برنامج فيوجن. عذراً على الارتجاج... لكن اسم البرنامج مرعب...

    إلى هنا أنهى فيل حديثه عن المشروع الأول، وانتقل إلى المشروع الثاني...


    مشروع Fight for Life هو مثال للعمل تحت ضغوط الزمن والتكاليف. المشروع عبارة عن سلسلة من 6 حلقات تعليمية لقناة البي بي سي (BBC). الفلم يأتي في تصنيف فلم Walking with the Dinosaurs وما شابهه. إلا أن موضوع السلسلة هو عن حياة الإنسان وأمراضه، وهو ليس بالموضوع البهيج جداً لو سألتموني عن رأيي.


    الهدف من المشروع هو دمج قصص المستشفيات الحقيقية بمشاهد تخيلية منفذة بمؤثرات خاصة تظهر ما يجري داخل جسم الإنسان أثناء حدوث العمليات المختلفة عليه.


    المشروع الإنساني (إن صح التعبير): قاتل من أجل الحياة

    في بادئ الأمر، قامت قناة البي بي سي بطرح مسابقة للمشروع لينتقوا من سيقدم أفضل النتائج. اشتركت تقريباً 9 شركات متنافسة في المسابقة، حيث أعطت البي بي سي كل من المتنافسين فلماً تخيلياً يظهر لمحة عن النتائج المتوقعة، والتي تعتمد على الحركة السريعة، والنقلات بين داخل وخارج جسم الإنسان.


    وكان التحدي كالآتي: نفذ قلباً بشرياً واقعياً خلال أسبوع واحد فقط!

    لذلك، وباعتبار أن ذلك كان ضرباً من المستحيلات، فقد تم استخدام حيل لمعالجة اللقطة كالـ Depth of Field وما إلى ذلك من مؤثرات من أجل إعطاء المشهد واقعية تقنع الطرف الآخر... وقد كان...


    لقطة لقلب ثلاثي الأبعاد!

    بمجرد أن بدؤوا بتنفيذ المشروع، تم تعيين طبيب مختص مع فريقهم بوقت كامل، ليشرح ويقدم النصائح حول حقيقة عمل الأمور. وقد كان هذا الموضوع ضرورياً، إذ أن قناة البي بي سي لها تاريخ غير نظيف في الصحة والدقة العلمية فيما تطرحه على شاشتها.


    في بداية العمل، لم يكن واضحاً التخطيط.و تم صرف ما يقارب الشهرين لوضع خط العمل لإنتاج مشاهد بثلاثة أنواع مختلفة:

     

  • صور واقعية بالمنظار.

    جميع هذه اللقطات مصطنعة. العديد من التأثيرات استخدمت لتشويه التفاصيل وزيادة الواقعية...

  • صور أشعة معالجة بشكل فني.


    إنها صورة بأشعة إكس، لكن ليس تماماً...

  • صور العالم الميكروسكوبي. وهي تخيلية تماماً، لأنه لا أحد يعرف كيف تبدو في الحقيقة...


    بما أن العالم الميكروسكوبي تخيلي، فيمكنك إطلاق العنان لخيالك في كيفية إظهاره...


    أما مراحل عملية الإنتاج فهي كالآتي:
  • الانطلاق من صور مرجعية ومماثلتها بشكل ثلاثي الأبعاد، مع إضفاء نظرة فنية والحفاظ على الإحساس بالواقعية، خصوصاً في اللقطات الميكروسكوبية. قام الفريق بمحاولات عديدة في هذه المرحلة للحصول على تأثير جميل لأشعة إكس، وقد استقروا في النهاية على شيء يشابه ما ترونه في الصورة.
  • رسم لوحة القصة (storyboard)، ووضع حركة الكاميرا بشكل واقعي. في البداية تم تجريب تحريك الكاميرا بشكل يدوي، إلا أن النتيجة لم تكن مقنعة جداً، فقرروا تجريب التصوير من كاميرا يد عادية ومن ثم سحب الحركة إلى الحاسوب (عن طريق وضع علامات وتتبعها بالكمبيوتر motion tracking).


    تحريك الكاميرا باستخدام تقنية لقط الحركة (motion capture). بعبارة أخرى، هناك كاميرا تلقط حركة الكاميرا!

  • النمذجة وبناء المجسمات. والتي اشتملت مجسمات عضوية دقيقة، إضافة إلى مجسم كامل للإنسان البشري بكل تفاصيله، وهي مصيبة كبيرة وتستهلك وقتاً لا نهائياً، لذلك فقد قرر الفريق شراء مجسماً جاهزاً من أحد الشركات المختصة، وقد كلف ثلاثين ألف دولار لمجسم الرجل فقط.


    هذا المجسم لوحده كلف 30 ألف دولاراً أمريكياً. ترى هل كان صاحب هذا الجسم يستحق هكذا رقم؟

    بسبب فداحة المبلغ، فقد قرروا فقط شراء مجسم الرجل، متجاهلين بذلك مجسم المرأة أو الطفل. وطبعاً لم يتوقف المقلب عند هذه النقطة، فالمجسم كان بحاجة للتنظيف من العدد الهائل من المثلثات التي به، وإلا فإن مشاكل التخريج كانت ستمنع من إظهار الجسم بشكل سليم.

    بعد كل هذا الجهد، تم تعديل الجسم ليلائم بنية المرأة والطفل.

    أما بالنسبة للمجسمات التي ستظهر في أشعة إكس، فقد تم بناؤها من الصفر دون الاعتماد على نموذج مجسم.


    هنا تظهر العائلة الكريمة أجمع، وهي مبنية من الصفر بشكل ثلاثي الأبعاد

  • التحريك اعتمد على أساليب التحريك الواقعية، إضافة إلى الحركة الثانوية (كالارتجاجات والقصور الذاتي...الخ). من الجدير بالذكر أن حركات الأجسام الرخوة تم تشكيلها باستخدام برنامج ريل فلو (RealFlow).
  • الإكساءات تم تنفيذها بدقة عالية وواقعية كبيرة اعتماداً على المراجع المتوفرة، مع تركيز خاص على موضوع الانتشار التحت-طبقي (sub-surface scattering).


    الضوء الذي ينير رأس الطفل ناتج عن ظاهرة الانتشار التحت-طبقي...

  • تخريج الأفلام (rendering) كان يتم على عدة طبقات أو مراحل (render passes)، ومن ثم تطبيقها مع بعضها في برنامج المونتاج (compositing). ولقد كان هذا ضرورياً لسهولة التحكم والتصحيح. لأن وقت تخريج الطبقات المتفرقة أسرع من وقت تخريج اللقطة بشكل كامل وموحد. من الجدير بالذكر أن عدد الطبقات المستخدمة كان يقارب الثمانية وعشرين طبقة مختلفة، من ضمنها طبقة الإضاءة المتقدمة final gathering، والتي كانت أساسية جداً بالرغم من أن تأثيرها بسيط.

    ينصح فيل الشباب بتعلم الـ compositing لأنه بالغ الأهمية، خصوصاً لمن يتركز عملهم حول الإضاءة.

     

  • الجزء الأخير من العمل هو إضافة عناصر حقيقية للقطات. وقد قضوا بضعة أيام قاموا خلالها بتسجيل ظواهر كالماء والطرشات والتكاثف على العدسات، واللي تم تطبيقها بشكل ثنائي البعد.

    بهذه الخطوات أنهى فيل هذه المحاضرة المليئة بالمعلومات، جاء بعدها قسم الأسئلة، والتي غالباً ما تكون سخيفة وتثبت أن صاحبها كان نائماً في القاعة دون أن يسمع شيئاً...


    نراكم في المحاضرة التالية في هذا المؤتمر المثير!

    -- تمت --
  • أضف تعليقاً

    Loading