لمن عاصر فيجوال ستوديو في نهاية التسعينات ربما يعلم الانتشار الواسع الذي حظي به الإصدار السادس عند كل من مبرمجي سي وفيجوال بيسك على حد سواء. لقد كانت بداياتي الشخصية مع فيجوال ستوديو 5، وقد أحسست بفرق لا بأس به عند الانتقال إلى الإصدار السادس الذي استقدم خاصية السرد الآلي للكود (Intellisense) إلى لغة سي لأول مرة.
على أن هذا الكلام قد تراجع الآن ليستكين مع إخوته خلف الملابس في خزانة ماضيّ السعيد. والآن هناك من يستحثني على استخراج هذا الماضي لأعيشه ثانية.
إن معنى العنوان الالتفافي لهذه التدوينة أيها السادة هو أن الإصدار العاشر من فيجوال ستوديو سيحظى بنفس الرواج والحب الذي حظي به الإصدار السادس لدى مستخدميه، وهذا الكلام له أبعاده بالنسبة لشخص مثلي يتعامل مع هذا البرنامج يومياً.
هنا أود أن أقدم اعتذاراً بسيطاً. لقد فوجئت عندما طالعت خبر هذا الإصدار على القناة التاسعة من MSDN، لأنني ظننتُ أن هذا الانتشار قد كان مقصوراً على محيطنا المحلي (سوريا والسعودية)، وفي أولى مقالاتي في مجلة ترونيكس (رحمها الله) كنتُ قد انتقدتُ من ما يزال يتشبث بالإصدار السادس مع أن الإصدار السابع كان قد ظهر منذ فترة ليست بالقريبة آنذاك، وقد نسبتُ هذا التصرف إلى التصلب بالرأي وعدم مواكبة التطور، متخذاً في ذلك من برامج أخرى دليلاً على كلامي (كالتشبث ببرنامج أوتوكاد 14 مع أن أوتوكاد 2000 كان متوافراً).
لكن يبدو أن هناك فعلاً شيء سحري في فيجوال ستوديو 6 (وربما أوتوكاد 14 كذلك!) يدفع الناس إلى التشبث به وتفضيله حتى على الإصدارات التالية. قد تكون سرعته أو بساطته أو فعاليته... مهما كان السبب، فإنني مدين بالاعتذار لمن وصفتُهم بالتصلب بالرأي بينما هم كانوا واقعين تحت سحر الإصدار السادس (الاعتذار لا يشمل من لم يكونوا تحت سيطرة هذا السحر).
سأنهي الحديث بقول أن انتهاج هذا السبيل في التسويق هو أمر غريب بحد ذاته، فقد جرت العادة في التسويق بإعلان أن المنتج الجديد متطور ويلغي ما سبقه من إصدارات، أما هنا فنحن أمام إعادة إحياء لمنتج أكل عليه الدهر وشرب. ولا يخفى على القارئ العزيز إحساس الندم المتضمن في هذا الإعلان، والذي يقرّ بأن الإصدارات التي تلت المحبوب السادس قد كانت في تراجع.
أرجو أن ينجح الإصدار العاشر وينتشر، فأنا وأصدقائي المبرمجين سنكون المستفيدين في النهاية.