بعد أن استطعت في التدوينة السابقة استنقاذ مقابلتي مع أحمد دعدوش من غيابت النت، بحثتُ بشدة وبتركيز أكبر حتى وجدت ملحقاً إضافياً كان قد طلبه مني الأخ أحمد بعد المقابلة الأولى. كان طلبه عبارة عن مجموعة أسئلة أعتقد أنه يستخدمها في دورة من دورات التنمية البشرية إياها، لكنها بدت لي فعلاً كأسئلة امتحان مدرسي، فكان الرد كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الزمن: نهاية الدورة الدراسية – فترة الامتحانات
المكان: قاعة الامتحان
المشهد: قاعة فسيحة تحوي صفوفاً منظمة من الطاولات، يجلس وراء كل منها شخص ما يتظاهر بالثقة بالنفس بينما هو داخلياً يتلوى رعباً من المجهول. جو مشحون بالتوتر كما ترون.
هل ترون ذلك الشاب الذي يتلفت يمنة ويسرة بحثاً عن طريقة للغش من الأشخاص حوله؟ نعم إنه أنا... بصراحة لست مستعداً مثلكم لهذا الامتحان، لذا أرجو ألا تعاملوني بنذالة أثناء الامتحان وتمنعوني من التطلع إلى إجاباتكم...
والآن يدخل رجل معتد، ينظر للطلاب بتعالي. نظرة من طراز سنرى-من-سينجح-منكم-يا-أوغاد (مع الاعتذار للدكتور أحمد خالد توفيق لاستعارة الأسلوب).
يفتح ظرفاً مختوماً بشتى أنواع الأختام. ويسحب الأسئلة، وتنسحب معها أنفاس الطلاب... ويبدأ بالتوزيع... وتهبط الورقة المشؤومة أمامي على الطاولة... تسعة أسئلة تحتاج إلى تسعة أرواح كي تجيب عليها، لكني لست قطاً للأسف...
لا أفضل أن أشتت نفسي بالنظر لكل الأسئلة معاً. سأجيب عنها الواحد تلو الآخر... توكلنا على الله، والله يستر!
السؤال الأول: هل كنت واثقاً من نفسك منذ الطفولة؟
ج1: (ما هذا السؤال الغريب؟) لم أر حتى الآن طفلاً واثقاً من نفسه. وبرأيي سيكون مشهداً غريباً على كل حال (ألا ترون هذا معي؟). ولكن انتظر لحظة، أذكر أنني كنت في أغلب الوقت واثقاً من نفسي أثناء امتحانات المدرسة. السبب هو ببساطة أن الدروس كانت كلها مفهومة بالنسبة لي بسبب متابعتي لكلام الأستاذ أثناء الشرح. كلا لا أقصد أني كنت مجتهداً، ففي كثير من الأحيان وأثناء الحصص كنت أمضي الوقت مع صديقي ياسر نلعب على الورق ألعاباً غريبة بعض الشيء (ابتداءً من الشطرنج وحتى حروب الفضاء وتجارة الأسلحة الكونية) دون أن يلاحظنا المدرس (أو هكذا كنا نفترض). عدا ذلك فأنا لا أذكر أنني كنت أستوعب معنى "الثقة بالنفس" عندما كنت صغيراً.
السؤال الثاني: هل كنت تخطط لمشروع مستقبلك بشكل واضح ومحدد ضمن مراحل؟
ج2: نوعاً ما. المشكلة أنك لا تدري ما الذي سيتغير مع الوقت، لذا لا أفضل وضع خطوات بعيدة المدى (أبعد من ستة أشهر مثلاً)، لكن يبقى دائماً هناك الهدف النهائي (أو فلنقل بعيد المدى) يلوح في الأفق، ويوجه كل الخطوات الحالية.
السؤال الثالث: هل واجهت مشاكل نفسية واجتماعية في المراهقة وكيف تغلبت عليها؟
ج3: كنت في تلك الفترة أقرأ كلمة "مشاكل نفسية" في بعض الكتب ولا أفهم كيف يقع الناس في مشاكل نفسية. أما عن المشاكل الاجتماعية فهناك مشكلة، وأعتقد أنها ما تزال مستمرة. السبب هو التعلق الزائد بالكمبيوتر، والذي جعل العلاقات الاجتماعية لدي تضمحل. على أنني أجدها نعمة في هذه الأيام أكثر منها مشكلة. فأولاً لدي من المشاكل الخاصة ما يكفيني عن سماع مشاكل الغير. ثانياً، أغلب المجالس في الوسط المحيط تتميز بالكلام عن هراء لا طائل منه ولا فائدة. نقاشات سياسية عقيمة، آخر أخبار الفنانين والكليبات، كرة القدم، السيارات، لغو، غيبة، حديث عن الإحباطات، وكأن هذا ما ينقصني. لذا اسمح لي أن اعتبرها "ميزة اجتماعية" بدلاً من مشكلة اجتماعية. النتيجة أن لدي مجموعة محدودة من الأشخاص الذين انتقيتهم بعناية وأسعد بمجالستهم، لست بحاجة لأكثر من ذلك...
السؤال الرابع: هل كان دور العائلة والأصدقاء مشجعاً أم لا، وإذا كان الجواب بلا، فكيف تمكنت من حل هذه المشكلات؟
ج4: دور العائلة كان عاملاً مهماً وأنا أعترف. في حالتي، كان تأثير أبي عندما أدخل الكمبيوتر إلى البيت فتاكاً! لأن النتيجة النهائية كانت عبارة عن توجه كامل نحو هذه الآلة العجيبة بالرغم من كل العوامل الخارجية التي تدفعني لاتجاهات مختلفة. أما عن الأصدقاء فحدث ولا حرج! لي صديقين رائعين شار��وني اهتمامي اللعين في ألعاب الكمبيوتر. النتيجة أننا كنا نقضي أوقاتاً طويلة في اللعب سوية، والتفكير بكيفية إنجاز مثل هذه الأمور، بالإضافة طبعاً للمحاولة بشكل فعلي (شكراً صخر بيسك). أحياناً كان الأهل يستاؤون من طول الفترة التي أقضيها مع الكمبيوتر، لكني لم أستطع حل هذه المشكلة حقاً. كل ما كان بيدي أن أفعله هو التوقف والانتظار حتى تحين الفرصة القادمة لمتابعة ما بدأت به...
السؤال الخامس: هل لديك مثل أعلى أو قدوة؟
ج5: نعم، والكثير منهم في الحقيقة. لكني سأقصر القائمة هنا فقط على الأشخاص المعاصرين (وإلا اضطررت لذكر رسولنا الكريم وصحابته و و و...). لدي طريقة خاصة في التعامل مع القدوات، وهذه الطريقة اضطررت لاستعمالها بسبب القاعدة المزعجة (لا يوجد بشر كامل). كل له عيوبه. لذا عندما أقول أنني أتخذ شخص ما قدوة فلا يعني أنني معجب بكل ما يفعله. إنما أنا أتخذ منه صفة معينة كقدوة... أرجو أن أكون واضحاً هنا كي لا تستغربوا من القائمة التالية:
- الأستاذ عمرو خالد: التفكير العملي البناء!
- أخي همام البهنسي: الاستفادة التامة من الموارد المتاحة لصنع شيء من لا شيء!
- د. أحمد خالد توفيق: التفكير المفتوح والخيال اللانهائي، والأسلوب الرائع في التأليف!
- د. وائل سمهوري: طريقته في التعليم والإلقاء، والبساطة في التعامل مع الناس.
- John Carmack: التفكير المبدع الذي أدى لخلق جيل الألعاب الحالي (Doom ومشتقاتها).
- Tom Forsyth: البساطة في التعامل والتفكير بالتقنيات وحتى مع أعقدها. يتحدث عن أعقد الخوارزميات وكأنه يتحدث عن لف شطيرة فلافل!
- Rich Thomson: الصرامة والثبات عند طرح الأفكار الخاصة والمفاهيم الشخصية، والإصرار على موقفه بضرورة الجهد الشخصي للتعلم.
- Michael Isner: شهادتك الجامعية ليست هي ما يحدد مصيرك (مهندس معماري يعمل كمهندس شخصيات كمبيوتر)!
- Pink Floyd: العمق في الموسيقى، والعمق في الأفكار الممكن طرحها فيها أيضاً.
- Steve Morse: العزف النظيف والممتع على الجيتار الكهربائي.
كما نرى، هناك قدوة لكل جانب من الحياة، وهذا طبيعي... على أنني لو ذكرت مساوئ بعض هؤلاء الأشخاص لاستغربتم كيف أتخذهم قدوة. لكن الانتقاء هو اسم اللعبة، ولتذهب بقية أفكارهم وصفاتهم السيئة إلى الجحيم!
السؤال السادس: كيف تتخلص من المزاج السيء والشعور بالإحباط عندما تفشل في أمر ما؟
ج6: هذه أمور تحدث كثيراً في الحياة اليومية. عندما يستعصي إنجاز شيء ما، فإنني أتركه وأفكر بشيء آخر تماماً لفترة ما. الذي يحدث معي هو أن المشكلة تبقى في مؤخرة رأسي وتزيدني غضباً مع الوقت. عندها أكون قد استعدت التصميم على قهر هذه المشكلة، وعندما أجلس في المرة القادمة فإن نظراتي تقدح شرراً وأنا أعالج المشكلة. قد تستغرق العملية عدة جولات بعضها رابح وبعضها خاسر، لكني أحب التفكير بهذه الطريقة. فمن هي هذه المشكلة التي تسمح لنفسها بأن تستعصي علي؟ كيف يأبى الكمبيوتر أن ينفذ ما أريده بدقة وأنا من لقنه ما يجب عليه أن يفعله؟ إذن يمكننا تلخيص كل هذا الكلام بكلمة "التحدي"...
السؤال السابع: أذكر بإيجاز مجموعة من الإحباطات التي واجهتك في حياتك، ثم اسرد بشكل مختصر كيف تغلبت على بعضها...
ج7: (الجواب طويل حقاً، لكنني أحب الحديث عنه) بصراحة، هناك الكثير والكثير من الإحباطات التي واجهتها. بعضها مازال يحدث حتى الآن، وبعضها انتهى لكن أثره ممتد. المهم، فيما يلي جزء صغير منها:
- تعلم لغة C: عندما فكرت في تعلم لغة C فوجئت بأحد أصحاب والدي الخبيرين يبشرني أن: "لغة الـ C لن تستطيع تعلمها مثل البيسك. تحتاج لأن تكون أكبر وأكثر خبرة حتى تستطيع فهمها". المشكلة أنني كنت قد بنيت آمالاً كبيرة على تعلمي لهذه اللغة من أجل إنجاز ألعابي الخاصة. لحظتها هوت جميع هذه الآمال إلى الهاوية.
- ندرة الكتب لتعلم اللغة: لم أجد أية كتب أبتدئ منها التعلم، ولا أملك المال لشراء نسخ أجنبية من الخارج. ببساطة يعني نسيان كل شيء عن الموضوع!
- سباق الماراثون: تم تنظيم ماراثون خاص على مستوى المدارس في الرياض. وقد تمرنت جيداً مع أصدقائي كي أحقق نتيجة ما، لكني فوجئت بلحظة الانطلاق أن الكثير من المتسابقين قد ركبوا سيارات وانطلقوا يجتازون الجميع بمسافة كبيرة!
(الآن مجموعة الإحباطات في جامعة دمشق، ومشاكلها اللا منتهية)
- عدم وجود كلية لتدريس الكمبيوتر: كانت هذه ضربة قاصمة، لأنها ببساطة دمرت لي كل آمالي المستقبلية في العمل ضمن مجال الكمبيوتر. ولا أملك المال كي أسافر وأتابع دراستي في الخارج. النهاية البائسة لي كانت في كلية الهندسة المعمارية.
- حرب الكمبيوتر والجهل في التدريس: لا يكفي أنني انتهيت في الكلية التي لا أرغبها حقاً، بل فوجئت بأن 90 بالمائة من طاقم التدريس وعلى رأسهم العميد يرفضون وبشكل مطلق أن يستعمل الطلاب الكمبيوتر لإنجاز مشاريعهم. وهذا يعني العمل الروتيني (كالحمار عفواً منكم) ونسيان كل مهاراتي في التعامل مع الكمبيوتر.
- بعثة التبادل الطلابي: تم ترشيحي في الكلية لبعثة تبادل طلابي مؤقت مع الجامعات الأوروبية (البلدان هي يوغوسلافيا، بيلاروسيا، أوكرانيا، ألمانيا). كما تلاحظون، البلدان غير مشجعة على الإطلاق باستثناء الأخيرة. العامل الأساسي في الاختيار هو المهارة في اللغة الإنجليزية. كان عدد المرشحين يفوق العشرة. بينما كل بلد لا تستقبل إلا اثنين. المهم أننا قدمنا مقابلات في رئاسة الجامعة (شفهية وتحريرية) لأحصل أنا على أعلى علامة ضمن المجموعة. النتيجة؟ لم يتم تقديمي لألمانيا ببساطة لأن اثنتين من المرشحين كانتا فتيات ماهرات بإبراز مواهبهن (إحم) مع جرعة جيدة من الواسطة.
- حصص التدريب العسكري والمعسكر: لم أتوقع وجود مثل هذه الأجواء في العالم! كلام بذيء، عدم احترام مطلق، قتل وقت، إهانات، تكفير (والعياذ بالله). ما هذا؟! والمشكلة أن الموضوع لا يمكن تفاديه لأن التخرج لا يتم بدون أن تكمل كل المعسكرات! باختصار ورطة لعينة لا فكاك منها!
أما عن كيفية مواجهتي لهذه المشاكل كانت كالآتي:
- بصراحة، رفضت أن آخذ بنصيحته بأن أنسى الأمر برمته، بل أعطاني مهمة إضافية وهي أن أثبت له أنه على خطأ!
- لم أيأس. أمضيت مدة طويلة أبحث عن كتب مفيدة، حتى وجدت واحداً، ولم يكن هناك سوى نسخة واحدة منه، ولم أملك ثمنه في الوقت الذي وجدته فيه. لذا ما كان مني إلا أن خبأته وراء مجموعة من الكتب الأخرى داعياً ربي أن ينتظر الكتاب حتى اليوم التالي. المشكلة أنه في اليوم التالي عدت للمكتبة ومعي النقود، لأفاجأ أن المكتبة قد أغلقت نهائياً ولن تفتح! تباً! كان الأمر سيئ جداً. بعد السؤال والاستفسار علمت أنها تقوم بإصلاحات قد تطول، فانتظرت بصبر... حتى افتتحت ثانية، والحمد لله وجدت كتابي في موضعه، فقمت بسحبه وشرائه فوراً...
- بصراحة شعرت بخيبة أمل بعد أن قطعت 20 كيلومتراً لأجد أن السباق قد انتهى منذ زمن، لكن بالمقابل استفدت من التمرينات بشكل كبير! إذن النصر ليس هو النهاية السعيدة لكل شيء...
- تحولت الكلية ككل إلى جزء هامشي من حياتي واستمررت في تطوير نفسي بالبرمجة بل وبشكل أكثر تركيزاً. فأصبحت أدخل محاضرات الكلية ومعي كتب عن برمجة الجرافيكس، أو بضع مقالات عن تحسين الأداء للألعاب!
- أصبحت أنا وشلتي في الكلية معروفين كخارجين عن القانون. ببساطة لم نسمح بأن ننصاع وراء أوامر غبية وعقيمة من أشخاص فقدوا مرونة التفكير. طبعاً كلفنا الموضوع الكثير من العلامات والتحقيقات، لكن النتيجة هي راحتنا وسلامة تفكيرنا! وأنا سعيد بهذه النتيجة!
- أثناء المقابلة، أخبرت رئيس الجامعة أنني غير راغب أبداً في أي بلد باستثناء ألمانيا، وأنهم إن كانوا لا يريدون ترشيحي لها فليعفوني من كل البعثة. لكن عندما ظهرت النتائج وجدت اسمي مع يوغوسلافيا، وبدأ الأشخاص يخبرونني أنها لا بأس بها. لكن موقفي كان ثابتاً كالخرتيت! لا أريد إضاعة وقتي برحلة لا طائل منها ولا أستحق أن أكون فيها أصلاً! ذهبت وتنازلت -وسط دهشة المسؤولين- عن البعثة كلها. الجميل في الأمر أن ألمانيا رفضت استقبال الفتاتين إياهن بسبب نقص كفاءتهن الشديد! عدالة شعرية لا بأس بها...
- قمت بتحويل هذه الأوقات إلى فترات انعزال أحاول فيها تدوين وبحث أية أفكار تخطر ببالي على ورق دفتر التدريب. تنتهي السنة بدفتر مليء بأفكار الألعاب، حلول لمعضلات رياضية، رسومات توضيحية، ولا بأس ببعض ألعاب إكس أو مع زملائي!
السؤال الثامن: اكتب فيما لا يزيد عن 8 أسطر بعض النصائح والتوجيهات للشباب؟
ج8: فيما يلي مجموعة من النقاط من خبرتي الشخصية والتي أراها ضرورية:
- دع تفكيرك منفتحاً، ابتعد عن التطرف والتمسك بالآراء بدون سبب.
- لا تندفع بخرق! وجه الحماس بذكاء وبتفكير منظم لما يخدمك حقاً على المدى البعيد.
- لا تضع خطوات مرحلية غير واقعية. مثلاً، تعلم لغة جديدة بأسبوع واحد، أو إنجاز موقع إنترنت في يومين! لن تجني إلا الإحباط وعدم الصدق مع النفس.
- ميز نفسك، وأظهر شخصيتك. أنظر إلى مشهد المدرسة في فيلم Pink Floyd The Wall وامنع أن تطمس شخصيتك بسبب غيرك.
- العالم مليء بالأشخاص الذين يشغلون مناصب لا يستحقونها. لا تسمح لهؤلاء بالتأثير على مجرى حياتك، فأنت أفضل منهم حتما�� وإن كانوا أعلى منك كمنصب!
- توكل على الله دائماً! ثق بأنه لا يوجهك إلا لكل خير، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. وكل نجاح هو تماماً بسبب توفيقه سبحانه وتعالى! ولا مانع من ركعتي شكر بعد كل إنجاز جيد :)
-- انتهت الأسئلة --
مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح
مدرسي المادة
نهضت بتثاقل من مقعدي، واجتررت خطواتي إلى المراقب حتى سلمته ورقة الإجابة. ترى هل أجبت بشكل صحيح؟ هل سأنجح في هذا الامتحان؟ أم أن إجاباتي كانت متحذلقة وفي غير موضعها؟
أنا لا أعلم النتيجة، وفي الغالب لن أعلمها أبداً... فهل تعلمونها أنتم؟
(لدقيقي الملاحظة منكم، يوجد فقط 8 أسئلة بدلاً من 9، لكن من أخبركم أنني ماهر بالعد؟)