بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حالكم قرائي الإعزاء؟ اليوم ستتغير لهجتي في الكتابة لإني تغيرت حقا في صميم داخلي فلقد خالجتني الكثير والكثير من المشاعر التي لا تعبر عنها سوا كلمات أنثرها بحبري.
في ذلك اليوم، علمت حقائق مرة خبأتها بضحكات بين الحين والحين، أو خبأتها بتلك الأقنعة، أقنعة اكتشفت أني عشت وراءها زمنا طويلا حتى نسيت كيف كان يبدو وجهي في المرآة، فأًصبح وجهي والقناع واحد.
أعيش الآن في زمن قليل من يفهمني فيه، أو على الأصح لا أحد يفهمني فيه، زمن تبتسم فيه لمن أمامك لكن خلف القناع لا تلقي له بالا.
تعبت وتعبت بحثا عمن أستطيع أن أنزع قناعي أمامه، ولكن ماوجدت أحدا.
ذهبت إلى مدرستي، وذهبت إلى جامعتي، و مازلت أضع تلك الأقنعة، وياليتها كانت قناعا واحدا! حيث كنت وقتها سأتعود عليه وأؤمن به وجها لي! لكن إنها أقنعة تتغير بتغير الزمان والشخص والمكان.
صرت أظن أنه من الجيد أن تعرف كيف ومتى تبدل أقنعتك فكأني أيقنت أن ارتداء الأقنعة ماهو إلا حقيقة عالمية ونظام كوني
ولكن كلا ...
فهناك من أستطيع أن أزيل قناعي أمامه بل إنه الوحيد الذي يراني من خلف القناع ... مهما كبر ذاك القناع مازال يراني!
أمامه يتساقط القناع من تلقاء نفسه، كأنه علم أن لا منفع له بعد الآن فقد سقطت كل الأقنعة ..
إنه الله!
سبحانه عندما أقف أمامه في الصلاة .. هو الوحيد الذي يفهم مايخالجني هو الوحيد الذي يعلم سري وباطني هو الوحيد الذي يعلم ماوراء القناع!
هو الوحيد الذي يعلم ما يشكو قلبي قبل أن ينطق لساني ... هو الوحيد الأحد الصمد!
ربي أنت أعلم بحالي وبحال كل من يقرأ هذه التدوينة ... اللهم ألطف بنا ... سبحانك تسمع همنا ... ألطف بنا ... أنت أدرى بحالنا!
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.