بسم الله الرحمن الرحيم
كيف الحال قرائي الأعزاء ... اشتقت لكم ولتطوير الألعاب ولكل مايحتوي على كلمة "Game" ، فلقد شغلتني جامعتي عن حبي وعشقي الأول ... كم أنا مرتاح الآن وأناملي تداعب لوحة المفاتيح.
إذا ماذا عن العنوان؟ ... الأكشن سكربت وعالم الفلاش هو عالم أدخلني إليه أخطبوط ... (ماذا ؟ هل تقصد بعد أكل الأخطبوط قررت أن تبرمج بالأكشت سكربت؟) نعم أخطبوط هو الذي سحبني لهذا العالم وهو ليس مجرد أخطبوط
بل أخطبوط يحب الألعاب! إنه "Game Tako" (بالمناسبة كلمة "Tako" يابانية وتعني أخطبوط!)
هو موقع عربي بمنزلة بوابة لألعاب الفلاش العربية ويقدم مسابقات سنوية في تطوير الألعاب ولقد شاء المولى سبحانه أن أشارك في أحد مسابقاته بطريقة خرافية!
فلقد وجدت إعلانا في موقع الشبكة العربية لمطوري الألعاب وكنت مازلت مبتدأ في عالم تطوير الألعاب ولم أنشأ أي لعبة بعد! (مازلت مبتدأ ) فدخلت موقعهم والتهمت كل التفاصيل حتى إنني فكرت بالموضوع مليا! لكن عندما نظرت إلى قدراتي ونفسي لم أجد في داخلي مطور ألعاب بعد فكل ماوجدته هاوي ويريد أن يصبح مطور ألعاب(لا تقلقوا بداخلي وحش الآن) ففقدت الأمل ... ولكن أراد الله أن يلطف حزني فقررت أن أنظر مرة أخرى فوجدت صفحة للتعلم والأدوات المستخدمة في تطوير ألعاب الفلاش (كنت سأعطيكم رابطها لولا أنها مغلقة الآن) فوجدت أداة تدعى "Stencyl" وبدأت قصة العشق (أعتقد أنكم الآن تفكرون Geek آخر وحبه للتكنولوجيا! ... قد تصيبوا في هذه )
ولم يبقى للمسابقة حينها سوى أسبوعين ! فقمت بتعلم البرنامج ليس لدخول المسابقة لأنه لم أتوقع أني بأسبوعين سأستطيع إنشاء ألعاب والمشاركة بمسابقات والفوز (أعلم كثير من الهراء!)
لكن شاء المولى القدير سبحانه أن أتعلم البرنامج وأعشقه وأتقنه خلال أسبوعين وفي تلك الفترة قمت بإنشاء لعبتين وهما :
1- Pacman New Age
2 - عندما يصبح ماريو ديونجيا
وبعد ذلك استعدت ثقتي بنفسي وقررت المشاركة بالمسابقة وكانت المسابقة تقام عن بعد وفي ثلاث مدن : الرياض والقاهرة وعمان
فقررت أن أشارك عن بعد لكن مازال حلم أن أذهب لموقع المسابقة وأشارك محلقا في سمائي (تقدم جائزة "PS Vita" للفائز في كل مدينة ... سبب مقنع!) فذهبت بطلب خجول لأبي العزيز وأخبرته هل تسمح لي بالسفر للرياض والمشاركة فقال لي تفضل اذهب وسلمني التذاكر فتفاجأت! من أين لك التذاكر فأجاب : هذه تذاكر أجلناها من سفرتنا الماضية وهي ذهاب وعودة ... اذهب واستمتع (كنت في قمة الفرح وقتها )
فاستقليت تلك الطائرة معي حلم الحصول على الجائزة العملاقة "PS Vita" وبعد ذلك استقبلتني أختي ونمت في بيتها فترة إقامتي ... مرت أيام انتظار المسابقة كالشهور وقلبي قلق يحمل هم فرحة أبي فكنت لا أتوقع أن أرجع وأنا خسران ... فهذا سيحطمني ويدمرني ويجعلني غير واثق عند رؤية أبي المرة القادمة
جاء اليوم المحتوم ودخلت القاعة بلابتوبي وكانت لحظة دخولي كدخول جنة "Geeks" فاللابتوبات في كل مكان ومطوري ألعاب في كل مكان .. فذهبت على استحياء إلى تلك الطاولة الفارغة وأوصلت جهازي بالشاحن وفتحت لابتوبي وبدأت بالعمل بسم الله العظيم ... رؤية منظر الفرق أشعرني بالخجل والخوف قليلا ... لكن استمريت وفجأة جاء شخص يدعى "عمار الشارخ" وسلم علي ورحب بي فشعرت بالارتياح وعرض علي أن أنضم لفريق فوافقت على تردد (لست من النوع الذي يرتاح بالعمل مع فريق حيث إنني أحصل في اختبارات الإنطوائية على 19 من 20 ) وتعرفت على هذين الشخصين الرائعيين وهم :
1- أحمد العمراني (رسام موهوب)
2- خالد الخنيفر (مطور ألعاب مخضرم وذو أفكار جميلة)
وبدأت أمام هذا الفريق في الشك بقدراتي كبداية لأني كم قلت لكم خبرتي هي أسبوعين تعلم ولعبتين (لا بأس بها )
لكن الحمدلله لممت نفسي وقمت بعرض فكرتي الجنونية للعبة التحرر ... بدأت الفكرة بانتقاد من خالد لكن كان النقد بناء ومنه استطعت أن أجعل الفكرة أكثر واقعية ... واجهني خالد باستحالة فوز الفكرة لكن ستكون تجربة مسلية فأجبته بأني قمت بالسفر لا لأتسلى بل لأفوز إن شاء الله ... وبدأنا بالتطوير وكلنا بذلنا جهودا عظيمة ووجدت نفسي أتحول من خجل من قدراتي في البداية إلى دكتاتوري يريد تنفيذ فكرته بأي ثمن (ستجدون مبالغات كثيرة هنا فقط أكمل القراءة )
المهم بدأنا العمل وأنا أختلس نظرات إلى الفرق التي بجانبنا وقلبي يترجف خوفا أن تغلبني فقد كنت أرى رسامين محترفين ومبرمجين يصممون ويعملون سويا بتناغم وأنا قلبي مرتجف كوني أول مرة أشارك في مسابقة وأول مرة أعمل مع فريق ... المهم حاولت تجنب النظر إلى الفرق الأخرى منعا لنفسي أن تكتأب وكل ماكنت أعمل شيئا كنت ألقى مزيدا من الإنتقادات اللاذعة من خالد فأعيد وأعيد إلى أن يرضى خالد (بصراحة لولا الله ثم هو لما أنهينا اللعبة بأفكاري المجنونة)
وفي ليل اليوم الثاني بعد أكثر من 12 ساعة من العمل المتواصل جاء لي خالد ليتفقد اللعبة فوجدها مازالت مليئة بالأخطاء ولم يتبقى سوى يوم فنظر لي نظرة أحزنتني وقال (بالله عليك تتوقع هذي اللعبة نفوز فيها؟) فشعرت بمزيج من الغضب والحزن والخوف ولكن تمالكت نفسي ولم يزدني تعليقه سوى غضبا وإصرارا على الفوز وذهب إلى البيت في نهاية الساعة الثالثة صباحا ودخلته وأنا ليس في عيني أي نوم وبعد ذلك قمت بالنوم ساعة أو ساعتين والباقي كان مزيج من الهلوسة والقلق ...
قمت باليوم الثالث وقلبي مليء بالأفكار السلبية خصوصا ملاقاة أبي فكان أمامي أخطاء كثيرة ولعبة بدون نهاية ويوم واحد فقط ... فتوكلت على الله وعملت متواصلا إلى الساعة العاشرة مساءا وفي تلك اللحظة لا أدري كيف تحولت اللعبة الناقصة المليئة بالأخطاء إلى مشروع كامل وقمت برفع اللعبة ...
وبعدها حصلت على شعور من الراحة غير طبيعي وفرحة عارمة ملأت كل قلبي لكن بعدها بقليل أتبعها قلق ظهور النتيجة والذي استمر شهرا إلى حين ظهورها وفي تلك الليلة المباركة كنت ألبس ملابس الإحرام وفي نيتي عمرة لله ومن عاداتي أن أتفقد الفيس بوك في كل حين فقلت دعني أتفقده قبل الذهاب وإلا وقد وجدت موضوعا في مجموعة مطورين جيم تاكو على الفيس بوك بظهور النتيجة فهرع قلبي وزادت نبضاته وفتحت الرابط سريعا
وبدأت أبحث سريعا عن اسم أسامة وفي النهاية وجدت مالم تصدقه عيني ! ... وجدت اسمي مكتوب بجانب جائزة أفضل لعبة على مستوى الرياض! ووجدته أيضا بجانب جائزة ثاني أفضل لعبة على "Stencyl" وقد تفاجأ قلبي ولم أصدق بعد فبدأت أقرأ حرفا حرفا وقلبي بدأ يتطاير من مكانه عندما بدأ يصدق أن ما أراه الآن واقع فمن شدة الفرح سجدت على الأرض شكرا لله فهو له الفضل أولا وآخرا في فوز فريقي .
كانت تلك اللحظات من أجمل اللحظات في حياتي ومن وقتها تغيرت مفاهيم كثيرة عندي عن الطموح والاستمرار ... تلك التجربة علمتني الكثير فشكرا جيم تاكو عليها فبصراحة لقد كانت مسابقتكم هي خطوتي الأولى
لمن أراد مشاهدة اللعبة التي شاركت فيها (بعد كل هذه القصة ... ألن تجربها على الأقل) :
http://www.gametako.com/game/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1
أرجو أن تكون استفدت عزيزي القارئ من قصتي هذه وعلمت أن لا وجود لكلمة المستحيل فكل ماعليك لتحقيق النجاح هو إصرار و توفيق الله سبحانه وتعاله وإن توفر ذلك لاستطعت أن تزيح الجبال!
أترككم في أمان الله مع انتظار تعليقاتكم وآراءكم
شكرا لكم