خمس أيام مضت منذ إعلان غوغل عن نظام تشغيلها الجديد، Google Chrome OS، لم يبقى موقع تقني صغير أو كبير لم يذكر الخبر، بتحمس شديد من كارهي مايكروسوفت وبتوجس من أنصارها.
منذ اللحظة الأولى بدأ الكثيرون بوصف النظام الجديد بأنه “ضربة قاصمة” لمايكروسوفت، وأنه سيكون منافس شرس لويندوز بنفس الطريقة التي كان فيها فايرفوكس منافس لإنترنت إكسبلورر من مايكروسوفت وأفقده حصة كبيرة من سوق المتصفحات.
لماذا قررت غوغل بناء نظام تشغيل؟ : يجيب عن هذا السؤال موقع Mashable عن طريق شرح معادلة غوغل للربح، سأقوم هنا بتلخيص تحليل المقالة عن الموضوع :
“غوغل لا تريد بناء نظام تشغيل لتحظى بحصة كبيرة في سوق أنظمة التشغيل، إنهم يريدون بناء نظام تشغيل يجعلك تقضي وقتاً أطولاً على الويب.”
في العام الماضي أعلنت غوغل عن ربح بلغ 21 مليار دولار، 95% منها من إعلانات غوغل على المواقع وفي نتائج البحث.
غوغل على يقين أن أي وقت إضافي تقضيه على الويب سيؤدي إلى إعلانات أكثر، وبالتالي ربح أكبر، سيؤدي إلى تجميع معلومات أكثر عنك، هدفها (تعليق شخصي: واحد فقط من أهدافها، وليس هدفها الوحيد، مما يجعل الأمر أسوأ كثيراً) هو إظهار إعلانات تستهدف اهتمامك، وبالتالي يمكن تلخيص طريقة غوغل الوحيدة للربح بالمعادلة البسيطة : قضاء وقت على الويب = ربح.
غوغل في جميع منتجاتها تحاول جعل المستخدم يقضي المزيد من الوقت على الويب، وهي تضغط في تلك المنتجات على منافسيها لجعلهم يبنون حلول تعمل على الويب أيضاً، مما يعني بالنتيجة ربح إضافي لغوغل نفسها، وليس متصفح كروم استثناءً هنا، حيث حاول المتصفح جعل المستخدمين يعتمدون على تطبيقات الويب Web applications أكثر وأكثر، ومثال آخر هو Google Docs، الذي شكل ضغط على مايكروسوفت صاحبة حزمة أوفيس وجعلها تسعى لتشغيل لبرامج حزمة أوفيس على الويب.
ما أعلنت عنه غوغل هو أن نظامها الجديد “ستكون فيه أغلب نشاطات المستخدم على الويب” وأن “جميع تطبيقات الويب ستعمل فيه بشكل تلقائي”.
من ضمن ذلك الإعلان، قالت فيه غوغل أن النظام سيكون معتمداً على متصفح كروم (حتى أن اسم النظام يحمل اسم متصفح غوغل كروم!)، وهو ما يظهر أن غوغل لا تريد حصة في سوق أنظمة التشغيل، كل ما تريده هوتحقيق معادلة ربحها وذلك ببناء نظام “يجعل المستخدم يبدأ باستعمال الويب خلال ثواني”، إنها ستبني نظام يساعد في دمج الويب أكثر في عمل المستخدم.
ما الذي سيفعله المنافسون؟ تتمنى غوغل أن تقتبس مايكروسوفت وأبل ميزات النظام في العمل على الويب وتصبح تلك الميزات جزءاً من أنظمة التشغيل القادمة للشركتين، وهو ما سيحقق نفس الهدف، جعل المستخدم يقضي المزيد من الوقت على الويب.
النتيجة، نظام التشغيل غوغل كروم لن ينافس ويندوز أو غيرها، لأن هذا ليس هدف غوغل أصلاً، غوغل تريد من هذه الخطوة أن تساعد المستخدم في قضاء المزيد من الوقت على الويب، وتأمل أن يقدم منافسوها نفس المساعدة للمستخدم!