قصة في طي النسيان 28. مارس 2011 أنس مصطفاوي قصص (0) السلام عليكم. تدوينة اليوم عبارة عن قصة قصيرة(؟) اقترحتها للمشروع الجماعي للشبكة العربية لمطوري الألعاب "عبر السدم". للاسف لم تحصل هذه القصة على مايكفي من الاصوات نظرا للمستوى العالي للقصص المنافسة. بصراحة كنت قد نسيت امرها تماما، كنت اجوب ملفات قرصي الصلب لاعثر عليها و الغبار الرقمي يكاد يقضي عليها . بدون اطالة اضافية اليكم احداث القصة : يستفيق البطل بصعوبة، عيناه لا تميزان شيئا، يرى اشخاص امامه لكن دون ان تقدر عيناه على تميز ملامحهم، يسمع صوت انفاسه الشديدة المتناغمة مع ايقاعات قلبه الذي ينبض بشدة.يتقعد من مكانه في حيرة من امره يحاول القيام لكن الاسلاك الاصقة في مؤخرة راسه تمنعه من ذلك.يقترب منه احد الاشخاص،فاذا بالبطل يغمض عينيه على النور الساطع المنبعث من الغرفة و ما ان اغمض عيناه حتى فقد وعيه مرة اخرى. يستفيق البطل هذه المرة فجاة و اوعيته الدموية تكاد تنفجر من الضغط الذي سببه مادة كيميائية سائلة كانت تضخ في جسمه. يفتح عينيه هذه المرة و كل ما يراه ك احمر اللون بسبب واجهة حاسوب زرعت في عينيه. كانت تزوده تلك الواجهة بمعلومات عن اي شيئ يدخل في مجال رؤيته. يقوم البطل بتفحص جسمه مذعورا من شدة الصدمة لكنه لم يستطع تميزه لان الواجهة المزروعة في عينه كانت تظهر جسمه شفافا. بياس شديد التفت الى المكان المحيط به فاذا باجهزة الحاسوب و واجهات القيادة تغزو ذال المكان. و في غمرة اندهاشه ارتج المكان بشكل عنيف جدا. فجاة بدات الواجهة المزروعة في اظهار تعليمات للبطل : اسم المركبة : الصاعقة السلسلة :04 أ 2 قائد المركبة :----- عمليات التحكم في المركبة :(تذكر في شاشة اللعبة) ما ان بدأ البطل في قيادة المركبة حتى وجد نفسه امام مجموعة كبيرة من المركبات التي لم يره قط، كانت هذه المركبات تهاجمه، فما كان منه الا الدفاع عن نفسه و اخذ يقاتل و يقاتل حتى قضى عليها جميعا و هو بالكاد يعي ما يحدث له. بعدما دمر كل المركبات ظهرة في احدى شاشات مركبته صورة لمخلوق فضائي غريب الشكل الا ان الملامح البادية عليه كانت تنم عن سخطه الشديد،ظهرة معلومات في واجهة البطل تحمل اسم و مكانة و كوكب هذا المخلوق : الاسم : دُوغَا شْرُون المكانة : قائد القوات الجوية المسلحة لجيش الوَاتْ فُون الكوكب : سُوزُون خاطب البطل قائلا : - كيف تجرء ايها الخائن على تدمير مركبات اسطولنا، اهذا جزائنا لانقاذنا حياتك ؟ - ... ( البطل عاجز عن الكلام من شدة الصدمة) - اعلم انني ساسعى جاهدا لتدميرك ان لم تسلم نفسك للقاعدة العسكرية الاقرب منك، نفذ الامر حالا - ... قفل الخط، و مازال البطل غير مدرك لحقيقة مايحدث له.يقوم بطلب اظهار الخريدة من الحاسوب، ثم يقرر ان يتجه الى القاعدة الطاقوية تجنبا لتهديدات القائد شرون. برمجة الرحلة على النظام الاوتوماتيكي.و انطلقت به المركبة و اخذ بالغوص في اماق ذكرياته و افكاره عساه يفهم ولو شيئا بسيطا. يعود البطل من بحر افكاره على اثر صافرة الانذار التي كانت تدوي في مركبته،فجاة حدث اتصال مع مركبته، هذه المرة كان المتصل كائنا بشريا : الاسم : وليد شهاب المكانة : قائد الفرقة العلمية العسكرية الكوكب : الارض تلكم قائلا : - ما الذي جاء بك الى المجال العسكري لنا ايها المقاتل، الا تعلم اننا قمنا بتهديدكم بتدمير ايٍ من مركباتكم دون تردد اذا لم تسلموننا اللواء جواد الذي اختفى اثره بالقرب من قاعدتكم العسكرية أ-4 - -... (يبقى البطل عاجزا عن النطق) - - انصحك بعدم المقاومة فجاة بدات المركبة بالانجذاب نحو سفينة ضخمة كانت شفافة قبل ثواني. ابتلعت تلك السفينة الضخمة مركبة البطل.و اقتاد 6 جنود البطل الى قاعة الاستجواب.اين كان القائد شهاب في الانتظار تم القيام باجراءات هدفها منع البطل من الهروب و لتسهيل مهمة الاستجواب و عند الانتهاء منها تكلم القائد شهاب مع البطل : - الان ستخبرني بكل شيئ تعرفه عن اعدائنا الذين خانوا معاهدة السلام المبرمة بيننا، هي تفضل - ... - تكلم و الا فسوف يكون لنا حديث اخر - ... - كما تريد ايها الجندي شغل الجهاز. طبق الجندي الامر و شغل جهاز الموجات التفاعلية وهي موجات تحث اي خلية عصبية من اصدار الالم. بعد مدة اشار القائد شهاب للجندي بالتوقف.ثم تكلم مع البطل : - الان هل ستتكلم ام سادعك ترقص من الالم مجددا - ... - حسنا لترقص اذا و تواصلت الاحداث على هذا الحال مدة من الزمن، و في النهاية يأس القائد و امر بسجن البطل.لكن هذا الاخير تفوه بكلمات جعلت القائد شهاب يتجمد من الذهول - ماذا قلت ؟ - لقد تفوق هشام على سمير،كما تفوقت عليك يا وليد - من اين لك هذا (قالها و عيناه تكاد تخرج من جفونها) - ساخذك الى البحر بعدما نتمم معاهدة السلام يا هشام. - من اين لك هذا ايها الوغد - هشام لا تغضب على ابيك فهو سيذهب لانهاء الحرب. - جواد ؟؟ - هشام سمير يعتبرك اخ له فقم بحمايته ريثما يعود ابوه السيد شهاب من المهمة، هل انت موافق؟ - اهذا انت ياجواد ؟ - ... ( فقد البطل الوعي من شدة التعذيب) افاق البطل هذه المرة على وجه القائد شهاب الذي غزت الدموع خديه. - كل البينات تؤكد انك انت جواد - ... - ما ذا فعل بك اولئك الاوغاد ؟ ايفعلون هذا و نحن كنا قد ابرمنا معاهدة السلام منذ مدة ؟ ايفعلون بك هذا الامر الفضيع بعدما ارسلناك انت لتبرم معهم هذه المعاهدة ؟ قام البطل بطلب معلومات من الحاسوب حول معاهدة السلام التي يتكلم عنها القائد شهاب فضهر النص التالي : 03 صفر 1889 هجرية : تمكنت البعثة العلمية للكائنات البشرية من اكتشاف كوكب المرجان-1 و تمكنوا من اصتخلاص مكونات طاقوية ضخمة من مواد هذا الكوكب و قد طورت هذه البعثة بوابة تمكنها من الانتقال الى كوكب الارض في يومين و نصف اليوم. في نفس السنة استطاع باحثو كوكب سوزون من نفس انجاز البشر لكن اكتشافهم كان في النصف الاخر من الكوكب. 08 صفر 1909 : تمكنت البعثة العلمية للكائنات البشرية من تحويل بعض مواد كوكب المرجان -1 الى ماء و اكسجين ما سمح لهم باقامة مستوطنات في هذا الكوكب. اما بعثة كوكب سوزون فانها تمكنت من استخلاص غاز اكسيد الكربون الاساسي لحياتهم ماسمح لهم ايضا بستيطان هذا الكوكب. 03 جمادى الاولى 1911 : ظهور اول صراع بين سكان الكوكب اثر اكتشاف كل منهما لوجود الاخر وتضارب مصالح كل منهما. 05 محرم 1914 : الانتهاء من مشروع البيضة العازلة، و هو عبارة عن مجسم يحمي مستوطنات البشر من تسرب اكسيد الكربون السام لهم. 15 صفر 1914 : هجوم السوزونيون على المستوطنات لوقوعها في مناطق توفر الموارد الحيوية لهم. 25 صفر 1914 : هجوم البشر على مستوطنة للسوزونيون بعد تدمير احد مراكز تحويل المواد الاولية للكوكب الى مواد حيوية ما اسفر عن موت كل من في المستوطنة. 14 محرم 1935 : اندلاع الحرب الحيوية الاولى 8 ربيع الاول 1945 : انتهاء الحرب بتوقيع الطرفان معاهدة سلام.اسفرت الحرب عن مقتل نصف سكان الكوكب. التاريخ الحالي : 14 رمضان 1950 هجرية. - هل سمعت ما كنت اقوله لك يا جواد ؟ - السلام... - حسنا سيدفعون الثمن غاليا بعد الذي فعلوه بك. ايها اللواء جواد ساكلفك بمهمة اختراق اجهزتهم، فزيادة على فعاليتك المعهودة في هذا المجال، الان اصبحت... ( يطاطئ القائد شهاب راسه ) و ينظر البطل الى مراة ضخمة خلفه فذا به يرى ان جسده مماثل لجسد ذالك القائد من كوكب سوزون . و عند رؤيته لهذا المشهد المرعب و اطل صرخة مدوية . - حسنا يا جواد لقد تم تحميل كل المعلومات الخاصة بمهمتك التالية، الان انطلق. ركب البطل مركبته و انطلق نحو القاعدة العسكرية أ-4 المستهدفة في مهمته. في طريقه واجه سربا من المركبات التي ارسلها القائد شرون لتصفيته و التي تكفل بهذه المهمة الضابط ميلارون ، لكنه تمكن منهم و استقر بمركبته على متن القاعدة العسكرية أ-4. ما ان وطات قدماه منصة القاعدة حت شرع في التجسس و جمع المعلومات و ارسالها الى القائد شهاب. لكن كلما دخل البطل الى احد القاعات عادت بعض الذكريات الى عقله الى ان وصل الى غرفة العمليات الطبية هنا تسارعت نبضات قلبه اختل توازنه من هول مارأه، جسمه البشري محفوظ فى وعاء ضحم به سائل ازرق شفاف و في هذه اللحظة عادت كل ذكريات البطل. استدار البطل على صوت قائد الاطباء القائد دوكترون، الذي خاطبه قائلا : - هل تشتاق الى جسمك الاصلي ؟ لو لم يهاجمنا البشر اثناء العملية لكنا قد استطعنا اعادتك اليه؟ - ماذا تقول ؟ كيف ذلك ؟ - بعدما اتيت الى هذه القاعدة اين تم ابرام معاهدة السلام، انفجرت مركبتك عندما هممت بالرحيل بشكل محير، فقمت انا و فريق عملي بسترجاع جسمك و استخلصنا منه الاعضاء الحيوية التي من وسع حظك لم تصب باذى، وقمنا جاهدين لانقاذك ولكن ذلك لم يكنن ممكن دون نقلك الى جسم شخص من كوكب سوزوني وذلك لقدرت هذه الاجسام على التماثل السريع للشفاء.و فعلا لقد نجحنا في ذلك. - لكنكم جعلتموني وحشا - وحشا ؟ اهكذا تلقب من انقذ حياتك ؟ المهم لم نكن نريد ان نبقي بشري في جسم سوزوني فتيقن اننا نحن كذلك نعتبركم وحوشا وكنا ننوي اعادتك الى جسدك الاصلي - اتهزئ بي ؟ كيف ذلك ؟ - لقد قاطعو عملنا بعدما كنا نجرب قابلية اعادتك مجددا الى جسمك الذي عالجناه بعد الضرر الكبير الذي لحق به اثنا انفجار مركبتك. لقد شنو علينا هجوما لتحريرك ظنا منهم اننا اسرناك.و هذا ما جعل القائد شرون يثور غضبا و كان ينو استخدامك كسلاح فعال ضدهم، فانت تملك بهذا الجسد القوة السرعة و الصلابة، و تملك بروحك و عقلك ما لا يملكه السوزونيون، و هذا ما جعل منك المقاتل المثالي في نظره. - اذن انا بشري بجسم سوزوني و سوزوني بعقل بشري - نعم، بالنسبة للقائد شرون انت سوزوني و لقد اعلن الحرب على البشر بعدما ظن انهم اختطفوك عندما اختفيت مؤخرا انه يظن انك جاسوس من اللحظة الاولى التي اتيت فيها الى هنا خصوصا بعد تدميرك لعدة اساطيل جوية. ان القائد شرون متجه الان الى قلب المعركة. - يالها من سخرية معاهدة السلام التي كلفت بها هي التي اشعلت الحرب مجددا...لكن لن ادع هذا يحدث - لا اظنك تقدر على ذلك... ايها الجنود . هاجم جواد مجموعة من الحراس، لكنه استطاع الالتحاق بمركبته قبل ان يقبضو عليه. لكنهم واصلو ملاحقته بمركباتهم الفضائية.لمن جواد استطاع التخلص منهم. اتجه البطل بمركبته نحو القاعدة العسكرية للبشر ليشرح للقائد شهاب ما حدث له بالظبط ليوقف الحرب الوشيكة و التي كان هو فتيلها. بعدما اعلم جواد القائد شهاب، اسرع هذا الاخير بالاتصال بوحدة الاستخبارات ليطلب من القيادة العليا عقد مؤتمر مع السوزونيين لتجنب الحرب. لكن الوحدة اعلمته بان عدة اساطيل جوية للجيش السوزوني اقتحمت الاقليم الجوي للمنطقة المركزية البشر. فقرر القائد شهاب ان يلتحق هو جواد الالتحاق بالمنقطة المركزية معا،لايقاف الهجمة. في طريقهم واجه هجوما عنيفا لكنهم في النهاية استطاعة الوصول الى السفينة الام للاعداء، ثم تقدم القائد شهاب و جواد بطلب للتحدث مع القائد شْرُون، و طلبا منه ايقاف الهجمة و شرحا له سوء التفاهم الذي وقع و الذي يكاد يقضي على الجنسين اذا لم تتوقف الحرب. في بداية الامر تردد القائد شْرُون بتصديق اقوالهما، لكنه في الاخير قرر وقف الهجوم، لكن قراره كان متأخرا. لقد كانت هناك مركبة ضخمة في تقترب اكثر فاكثر، كانت مدججة بالمدافع الهائل.صرخ القائد شْرُون باعلى صونه : - اوقفوا دمارُون قبل ان تنفذ الهجوم. نظر اليه القائد شهاب ثم صرخ في وجهه : - اطلب من طاقم المركبة ايقافها حالا و الا ستدمر المنطقة المركزية - ليس بها طاقم قيادة، مركبة دمارُون تعمل بنظام الذكاء الاسطناعي و ايقافها يتطلب وقتا. - افعلو شئيا، ان استطاعت هذه المركبة تنفيذ الهجوم فان الحرب ستندلع و لن ترحم احدا. في هذه الاثناء، اخض جواد يركض و استقل مركبته و طار بسرعة البرق نحو دمارون، و في ذهنه شيئ واحد و هو تدمير هذه المركبة. اخذ القائد شهاب في اجراء اتصالات لاخلاء المنطقة، و امر الاسطول الجوي بمساندة جواد.اما القائد شْرُون فقد امر باقي الاسطول بالتراجع و ايقاف الدعم عن مركبة دمارون. كان جواد يصارع لكي يوقف هذا الوحش الالي، لكن بدون جدوى. وجهت مركبة دمارون مدفعها الرئيسي الضخم صوب مركبة جواد للقضاء عليه. فقرر هذا الاخير استغلال قوة المركبة ضدها.فقام بادخال مركبته في فوهة المدفع الرئيسي ليمنع خروج طلقة المدفع.و بالفعل عند الاطلاق انفجرت المركبة بسبب قوة المدفع. طأطأ القائد شْرُون رلسه و هو يرى مركبة جواد مدمرة، و جسمه المشوه يطفو في الفضاء.اخت دموع القائد شهاب في التبلور و تكلم بصعوبة قائلا : - لقد ضحيت بنفسك لانقاذ سكان هذا الكوكب من الهلاك.ايها الاحمق ماذا ساقول لهشام الان ؟ - لقد ضحى من اجلنا و من اجلكم.لقد افقدنا الطمع و الرغبة في الثار عقلنا. لتقم الفرقة الطبية بنقل جثة جواد في الحال. - لا ايها القائد شْرُون، ساقوم انا القائد شهاب بمهمة نقل جثمان جواد. - لك ما تريد، لكن ستقوم فرقتنا العلمية باعادته الى جسمه الاصلي. بعد اسبوع اقام كل من البشريين و السوزونيين حدادا على البطل الذي ضحى بنفسه من اجلهم، و اقامو له تمثالا مخلدا لذاكرته. .... بعد سنة : سمع هشام جرس الباب يرن، فذهب ليتطلع عن هوية القارع : - قادم قادم، انتظر لحظة ما ان فتح الباب حتى تسمر في مكانه و عجز عن النطق.احمر وجهه من شدة الضغط وهو يستلم طردا.لم يحتمل اكثر من دلك و بدأ دموعه تسقط... - ها هي الهدية التي وعدتك بها يا بني اخذ هشام يصرخ، و يبكي راميا بنفسه في حضن ابيه جواد، الذي احتظن ابنه بحرارة و هو يقول في نفسه : - شكرا لك، شكرا جزيلا دكترون بفضلك استطعت ان افي بوعد لابني هشام النهاية