الكلمات الضائعة

مدونة بقلم أسامة السلمان

التغيير .. هل هو سيء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :


التغيير .. وهل هناك شي أصعب منه؟ يظل الإنسان كارهًا لحاله ودائمًا يسعى لحال أخرى ، سواء أعلن ذلك بصريح لسانه أم لا .. لا يدري هل حاله اليوم هو أفضل حال كان بإمكانه أن يعيشه؟ أم هو نتيجة عثرات وأخطاء الماضي؟ أسئلة معقدة ولا يجيب عليها سوى حاضر حائر، وحتى إن حاولنا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة بين الفينة والأخرى نجد أنفسنا تتهرب وننشغل بمشاغل الدنيا، فترى الأب يواصل عمله اليومي والأم تواصل العناية بالمنزل والطالب يواصل مذاكرته وكل ذلك كي تهيمن العادة في النهاية وتطرد ذلك الشخص المتسائل داخلنا. آه ما أعجب حالنا! هلا توقفنا لحظة نتمعن في حالنا؟! وبالأحرى هل لهذه اللحظة وجود في هذا العالم المتسارع؟ ترانا اليوم سعيدين وغدا نبكي. ترانا اليوم نحب شخصًا وغدًا نكره نفس الشخص. ترانا نحلم يومًا وترانا نسقط أيامًا أخرى. وهكذا الدنيا في تقلب دائم لا نهاية له. أتعرفون ماذا نحتاج؟ نحتاج إلى من يرعانا ويواسينا ويعلمنا أنه مهما تغير هذا العالم فسيبقى هو في ظهرنا وبعد ذلك يخبرنا أن لا نخاف من أن يتغير هو نفسه فهو باقي على حاله وعلى عهده وعلى طيبته. هل هذا الشخص هو أم حنونة؟ أم أب عطوف ؟ أم زوج راع؟ أم ابن بار؟ لا هذا ولا ذلك فكل هؤلاء مثلنا يتقلبون. قد أفاجئك أخي القارئ بأن هذا الشخص موجود وأنت تعلم أنه موجود أيضًا ولكنك قد تكون لم تلجأ إليه فظننته غير موجود. هذا الشخص يقول في رسالته إلينا :

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" سورة الرحمن .. أي أنه باق إلى الأبد فلن يتغير عنك ويتركك. ويقول في موضع آخر : "إن رحمت الله قريب من المحسنين" .. سورة الأعراف .. أي أنه قريب منا ورحيم بنا.

هل اقتنعت أخي القارئ أنه موجود؟ نعم هو الله موجود وباق إلى يوم القيامة.
تخيل أن تكون في أمان الله والله يرعاك. هل ستخاف أحدًا؟ هل ستضيق بك الدنيا؟ مادمت في جنب الله فأنت في فسحة من الدنيا. ستعيش سعيدًا وستنعم بكل ماتطلب وسيحبك الله. مهما تغيرت أحوالك حينها ستعلم أنك مادمت في جنبه فهذا التغيير في صالحك، أي أنك أخي القارئ تعيش كل لحظة كما يريد الله. وهل هناك أفضل من أن تعيش كما أراد لك خالقك؟ بعد هذا الكلام تنحصر كل تلك الأسئلة تحت مظلة سؤال واحد : كيف لنا أن نحظى برعاية الله؟ .. أترك الجواب لحديث آخر.

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أضف تعليقاً

Loading